- الساعة:
جاري التحميل
جاري التحميل

سمو أمير منطقة القصيم يشرف الندوة العلمية عن المربي الشيخ محمد ابن مانع التي عقدت مساء الثلاثاء في عنيزة

2015-12-30

دعا صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم المراكز العلمية والمؤسسات البحثية إلى نفض الغبار عن سير الأعلام في كل منطقة ومحافظة وأن تستظهر إنجازاتهم العلمية وغيرها لتقديمها قدوة للأجيال الحالية والمقبلة ، وأشاد سمو أمير منطقة القصيم بدارة الملك عبدالعزيز ودورها في خدمة الحركة البحثية في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الندوة العلمية التي أقامتها دارة الملك عبدالعزيز ضمن برنامجها العلمي ( من أعلام المملكة العربية السعودية) عن أحد أبناء عنيزة المربي الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع ( 1300 ـ 1385هـ)، مستدلاً سموه بهذا البرنامج على تعزيز قيمة الوفاء في المجتمع ، ومستذكراً أن هذه الندوة ثمرة من ثمار وزهرة من بستان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عودنا ـ حفظه الله ـ على الوفاء سواء مع أفراد أسرته أو من عمل معه أو معهم أو مع من عمل مع المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ إن حفل افتتاح الندوة العلمية الثالثة ضمن برنامج دارة الملك عبدالعزيز العلمي (من أعلام المملكة العربية السعودية) عن المربي الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع ـ رحمه الله ـ وذلك مساء يوم الثلاثاء 18/3/1437هـ بالجمعية الخيرية الصالحية بمدينة عنيزة ، وتجول سموه لحظة وصوله مكان الحفل المعرض الوثائقي المصاحب للندوة الذي أعدته الدارة عن المحتفى به المربي الشيخ محمد ابن مانع .

من جهته أكد معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز في كلمته في حفل الافتتاح أن برنامج (من أعلام المملكة العربية السعودية) يحمل رسالة للجميع بأن الوطن يحفظ الود ويعترف بالفضل لكل من شارك في بناء هذا الكيان العظيم بتوجيه كريم ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز،وقال معالي الدكتور السماري عن تكريم الأعلام من مناطق المملكة ومدنها : (هذا التكريم هو حق لهم وواجب علينا ووفاءً لهم واعترافاً بفضلهم وتسجيلاً لمآثرهم وفق برنامج علمي خطط له بعناية ودقة) كما أشار إلى أن البرنامج سيعود مرات ومرات إلى عنيزة فهي مدينة الريادات المبكرة .

وقال الأستاذ يوسف بن محمد المانع في الكلمة التي ألقاها في الحفل نيابة عن أسرة المحتفى به أن تكريم العلم وأهله فضيلة شرعية وسنة وطنية ومنهج سعودي بامتياز) وأضاف بأن هذه الندوة إلا صورة لتكريم الدولة بمؤسساتها الفتية والرائدة لعلم من أعلامها الذين ساهموا في نشر الخير والعلم في المجتمع ، كما شكر في كلمته سمو أمير منطقة القصيم على رعايته للندوة وعلى جهوده العلمية والبحثية وتشجيعه للجهود العلمية بالمنطقة ، كما رفع شكره لدارة الملك عبدالعزيز على تبنيها لهذا البرنامج الذي يوثق الرابطة بين الراعي والرعية ، وما تقدمه من خدمات جليلة للباحثين جعلت منها مؤسسة علمية عالمية خيرها عميم ونفعها يفيض على المجتمع وأعلامه .

بعد ذلك عقدت الجلسة العلمية برئاسة الأستاذ الدكتور عمر بن صالح العُمري، حيث قدم في بداية الندوة الدكتور زهيربن أحمد علي الكاظمي ورقته العلمية (جهود الشيخ محمد ابن مانع في التعليم ) تطرق فيها إلى الدور الرائد للشيخ محمد ابن مانع في أهم شرايين الحياة وهو التربية والتعليم من خلال ثلاث محطات في حياته ، الأولى(1330 ـ1334هـ ) وهي رئاسته للنادي الأدبي الإسلامي في البحرين للتصدي لحركة التنصير آنذاك على أطراف الخليج العربي وقام خلالها بالكتابة وأيضاً بتدريس سكان البحرين وتوعيتهم وتحذيرهم من الخطر المقبل ، الثانية (1334 ـ1358هـ ) وكانت في قطر فتولى القضاء والتدريس والخطابة في مساجدها كما عمل على إنشاء المدرسة الأثرية التي تخرج فيها كثير من العلماء والأدباء ، أما الثالثة (1358 ـ 1377هـ ) حيث تولى خلالها حقيبة التعليم بتوجيه من الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وأثمرت إدارته لمديرية المعارف إلى عدد من القفزات الإدارية وفي عدد المدارس على مستوى المملكة وكانت بوادر التعليم العالي .

بعدها قدّم الدكتور أحمد بن عبدالعزيز البسام ورقة عمل بعنوان (دور الشيخ محمد ابن مانع في الحياة العلمية بقطر) عرض فيها مجموعة من الوثائق التاريخية عن ابن مانع أثناء إقامته في قطر خلال الفترتين (1334ـ 1358هـ) و (1374 ـ 1385هـ) وقصة انتقاله إلى قطر بطلب من أميرها الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني الذي استدعى الشيخ ابن مانع للنهوض بالحركة التعليمية في قطر ونقلها من مرحلة ( الكتاتيب) ونتج عن ذلك إنشاء المدرسة الأثرية التي انطلقت من غرفة من غرف قصر الحكم ثم انتقلت إلى منزل لأسرة الباكر ثم خصص لها مبنى حكومي في حي الجسرة ، وكان ابن مانع يتبع في منهج التدريس بها الحلقات العلمية مع التشجيع على البحث لدى الطلاب والتدريب العملي لطلاب المدرسة على الإقناع والخطابة والمناقشة ، ولجودتها التدريسية أصبح طلاب من الشارقة يرحلون لها للدراسة بها ، واستعرض الدكتور البسام إرث ابن مانع العلمي ومنه مكتبته الخاصة الحافلة بأمهات المراجع والكتب ، ووثائق خاصة بمعاملات الناس ، والمراسلات سواء مع حكام قطر وعلمائها أو المراسلات مع الأمراء والعلماء والأعيان في المملكة العربية السعودية ومنها ، والمراسلات مع العلماء خارج قطر والسعودية ، وأشار الدكتور البسام إلى أن ابن مانع لم ينقطع عن مراسلة علمائه وطلابه وأهله في السعودية عندما كان في قطر والعكس صحيح، كما تطرق إلى أن ابن مانع كتب بعضاً من المذكرات والتسجيلات لأهم الأحداث أثناء وجوده في قطر .

عقب ذلك تحدث الدكتور عبدالله بن محمد المطوع في ورقته العلمية(جهود الشيخ محمد ابن مانع في التأليف) عن مؤلفات ابن مانع المتعددة وكتاباته الصحفية المبكرة ومنها مقال جاء على شكل رسالة أو مذكرة موجهة لرشيد رضا صاحب مجلة المنار المصرية ، كما أشار إلى أنه ـ رحمه الله ـ كتب في صحف سعودية منها أم القرى والبلاد السعودية و مجلتي المنهل والحج مشيراً إلى ان هذه المقالات تؤرخ لنواح عدة من تاريخنا الوطني في تلك الفترة التاريخية ، ثم عدد وفصّل في مؤلفات الشيخ محمد ابن مانع وقسّمها إلى : رسائل دينية ألفها أو شرحها ، مثل : القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد ، إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والأدب، العقيدة الواسطية ، القول المتين في الرد على المحتالين ، وكتابات ابن مانع في التاريخ ، ومنها نبذة عن تاريخ عنيزة، مذكرات تاريخية، وتأليف أو الاشتراك في تأليف بعض المقررات المدرسية أو اعتماد ابن مانع لبعض الرسائل الدينية لكبار الفقهاء والعلماء كمقررات للطلاب في بعض المراحل الدراسية حين كان مديراً عاماً لمديرية المعارف ، وذكر الدكتور المطوع أن لابن مانع إنتاج علمي آخر مثل : عقد الفرائد وكنز الفوائد وهي منظومة شعرية تزيد أبياتها عن 12 ألف بيت في الفقه الحنبلي ، والتقويم العربي المفيد وهو تقويم فلكي يوضح الشهور والأيام بالتاريخ العربي ومواقيت الصلاة بالنسبة لقطر.

عقب ذلك تشرف معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز بتقديم إهداء تذكاري إلى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم عبارة عن صورة للصفحة الأولى من مخطوط غلاف تقويم فلكي خطّه المربي الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع بيده ، كما قدم معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز إهداء لأسرة المحتفى به الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع ، كما قدم معالي الأمين العام المكلف للدارة اهداءً تذكارياً للجمعية الخيرية الصالحية تسلمه أمينها العام الأستاذ صالح بن محمد الغذّامي .

ثم قدًم الأستاذ يوسف المانع إهداءً باسم أسرة المحتفى به الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع ـ رحمه الله ـ إلى سمو أمير منطقة القصيم ، وإهداء آخر إلى معالي الدكتور فهد السماري الأمين العام المكلف للدارة .

إضافة تعليق